مرت البورصة الأمريكية بيوم عصيب، وهو الذي تضمن عمليات بيع واسعة النطاق ومتنوعة المصادر، وهو ما حدث نتيجة لبيانات التضخم الأمريكية الرسمية، والتي أتت بنسب مفجعة للمستثمرين.
ويوصف يوم أمس بأنه أسوأ يوم من حيث التداول منذ عام 2020، وهو العام الذي اشتهر بهبوطيته من جميع المناحي نظرًا لأزمة فيروس كوفيد-19.
وقد نتج عن عمليات البيع الواسعة تراجعات شديدة لأبرز مؤشرات البورصة الأمريكية، وعلى رأسها مؤشر S&P 500 والذي انهار بنسبة وصلت إلى 4% في يوم واحد، إلى جانب هبوط مؤشر ناسداك للشركات التقنية بما وصل إلى 5%. ولا شك في أن هذه المتغيرات توضح لنا بما لا يدع مجال للشك بأن الفيدرالي الأمريكي سيكون عنيفًا في رفع أسعار الفائدة.
أتت هذه الانخفاضات المتتالية بعدما تم الكشف عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.1%، وهي نسبة كبيرة بالنسبة لهذا المؤشر، خصوصًا مع اقترانها بارتفاع التضخم -أي الأسعار- بما يصل إلى 8.3%، وهي أرقام مرعبة للسوق الأمريكي وللأسواق النامية.
يُذكر أن الانهيار الأخير قد تسبب في مح جميع الأرباح التي حققها مؤشر S%P 500 خلال الجلسات الأربعة الأخيرة، وكأنها لم تكن. وذلك طبقًا لبلومبيرج.
من المتوقع أن تستمر الأزمة لفترة طويلة، حيث إن بعض التحليلات قد أشارت لاستمرار الأزمة حتى نهاية 2022، وتحليلات أخرى أشارت لاستمرارها لعام 2023 كذلك.
وبشكل عام قد يتحسن السوق تدريجيًا وصولًا إلى مرحلة رفع سعر الفائدة في السوق الأمريكي، والتي قد تتسبب في اضطراب جديد خلال شهر سبتمبر. وحريٌّ بنا أن نذكر أن السوق الأمريكي يعاني من انخفاض متتالي في الفترة الأخيرة، وأزمات متكررة متعلقة بالأوضاع الاقتصادية والحرب الروسية الأمريكية.
وفي الوقت الحالي قد انخفضت أسعار أسهم عديدة بطبيعة الحال، ولذلك فإنها قد تكون فرصة جيدة للاستثمار في الشركات التي ترى أنها ستزدهر بعد استقرار الأوضاع سواء على المدى القصير أو الطويل.