إن كان هناك شعار للسوق الأمريكي حاليًا فإنه سيكون “التوتُّر والضغط”. وذلك قد ظهر بوضوح على المستثمرين في الأيام الأخيرة، حيث إن التشاؤم والإرهاق يسيطر على الجو العام، والمستثمرين لا يحتاجون إلا لبضعة أخبار بسيطة لكي يبدأوا في القلق والتقلُّب.
ولعل السبب وراء ذلك واضح، وهو ما تحدثنا عنه في أكثر من فرصة سابقًا، وهو التخوّف من الركود المتوقع للسوق الأمريكي بسبب إجراءات الفيدرالي من رفع أسعار الفائدة لتقليل معدلات التضخّم. وهو ما قامت به البنوك المركزية الأخرى في بلدان عديدة حول العالم.
وبالحديث عن هذا الأمر فإن السياسة الاقتصادية الحالية قد تكون خاطئة، وهذا ما يؤكده عدد كبير من المختصين منهم بروفيسور جيريميل سايجل في وارتون، والذي يعيب على القيادة الأمريكية تساهلها الشديد في الأمور الاقتصادية في عاميّ 2020 و2021 وحزمها الشديد والمفاجئ في 2022 لإصلاح ما نتج عن ذلك من أخطاء.
ظهرت التداعيات الاقتصادية بوضوح على جميع الأسهم والشركات، وعلى رأسها أسهم النمو وهي الأسهم التقنية مثل Meta Platforms و Google. ولعل الأولى قد عانت بشكل أكبر لما فقدته من قيمة لسهمها من ناحية، ولجهودها المضنية في تقليل النفقات من ناحية أخرى، لدرجة أن الشركة قد أوقفت عمليات التوظيف للمرة الأولى منذ 2004.
وإكمالًا لكل ما سبق، ظهر المستثمر الأسطوري مايكل باري، والذي حكى فيلم The Big Short قصته، بتوقع جديد ينبئ به بقابلية تقرار أزمة 2008 مرة أخرى، والتي تنبأها وراهن عليها حينها.
ونظرًا لأن باري يدير صندوق تحوط حاليًا، وهو صندوق ساسيون، ونظرًا لتاريخه الطويل كذلك فإنه يحظى بثقة لمستثمرين بدون شك.
اقرأ أيضًا: 12 سهماً تقنياً تمكنوا من مقاومة الانهيارات المتتالية
وقد تحدّث باري عن أزمة في طريقها للظهور، وهي أزمة وجود أكثر من 218 شركة مدرجة في البورصة بقيمة أكبر من مليار دولار أمريكي، منهم 29 شركة بقيمة أكبر من 10 مليار دولار أمريكي، أي بإجمالي 655 مليار دولار أمريكي. وحسبما يرى باري فإن هذه الشركات مقيّمة بشكل خاطئ، وقد تتعرض للانهيار في القيمة في أي وقت.
وتأتي تلك التوقعات في وقتها، حيث إن شهر سبتمبر كان الأسوأ على عدد كبير من الأسهم والمؤشرات الاقتصادية، وذلك حيث إن الربع الثالث من العام 2022 قد انتهى بنهاية سبتمبر. يُذكر أن باري قد توقع انهيار السوق في شهر أغسطس، ويبدو لنا أن توقعاته كانت أقرب للصحة.