بدأ الأسبوع الاول لشهر أكتوبر، وهو الأسبوع التالي لأرقام شديدة الانخفاض حققها السوق الأمريكي بنهاية سبتمبر، إلى جانب أوضاع سيئة تعاني منها عدد كبير من الاقتصادات حول العالم.
ونحدّثكم اليوم، كما هي العادة، عن أهم الأحداث والبيانات الاقتصادية التي سنعاصرها خلال الأسبوع الجاري، والتي سيكون لها تأثير على السوق الأمريكي بطبيعة الحال.
يصدر خلال هذا الأسبوع تقرير سوق العمل الأمريكي، والذي سيوضح لنا مدى تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على سوق العمل، ومن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن خلقها لأكثر من 250,000 فرصة عمل لشهر سبتمبر. إلا أن معدل البطالة سيظل ثابتًا عند 3.7%.
وبشكل عام، ولحسن الحظ، كشفت التقارير الأخيرة نجاح سوق العمل في التماسك على الرغم من الارتفاعات المتتالية في أسعار الفائدة من ناحية، والتضخم المتنامي من ناحية أخرى. ولكن إن ظهرت أي علامات على بطء نمو سوق العمل فإنها ستؤدي إلى ذعر واضح لأن ذلك سيشكل عَرَض جديد للركود.
من المخطط لعدد كبير من صناع القرار في الفيدرالي الأمريكي أن يظهروا في كلمات وخطابات متتالية، وذلك يتضمن رئيس الفيدرالي الأمريكي لولاية نيويورك، جون ويليامز. كذلك هو الحال بالنسبة لرؤساء الفيدرالي في أتلانتا، شيكاجو، سان فرانسيسكو وكليفلاند.
وبشكل عام، وبالحديث عن الفيدرالي، فإن كافة التوقعات تشير إلى زيادة في معدل الفائدة بنسبة 75 نقطة أساس مرة أخرى. وإلى جانب ذلك، سوف تظهر بيانات الوظائف المفتوحة لشهر أغسطس إلى جانب نتائج عدد كبير من الاستطلاعات خلال هذا الأسبوع.
يستعد السوق لبدء الربع الرابع من 2022 بعد ربع ثالث محبط، وكما نلاحظ فإن الربع الرابع يبدأ بداية غير مبشرة مع ارتفاع الفائدة، التضخّم، ومخاوف الركود.
وقد حققت مؤشرات وول ستريت الرئيسية انخفاضًا متتاليًا، وذلك ينطبق على S&P 500، ناسداك، وداو جونز الصناعي، وهي نتائج سيئة نشهدها لأول مرة منذ سنوات.
ولا شك في أن سوق الأسهم سوف يستمر في التقلّب خصوصًا مع عدم وجود أي توقعات إيجابية في الفترة الحالية، عدا توقع واحد وهو المتعلق بمواسم الأعياد التي قد تدفع عجلة الشراء في الربع الأخير.
يتابع السوق البريطاني المتغيرات الجديدة بشكل حريص، وبين ذلك اجتماع الحزب المحافظ السنوي والذي سيُعقد خلال هذا الأسبوع. وبطبيعة الحال، سوف يتابع الجمهور خطابات أعضاء الحزب بتركيز شديد، نظرًا لأنها ستكشف عن عدد كبير من متغيرات السوق.
ويأتي هذا في ظل ارتفاع معدلات التضخم في المملكة المتحدة من ناحية، وهبوط شديد للإسترليني من ناحية أخرى، إلى جانب ارتفاع كبير في اقتراضات الدولة في مقابل تخفيض الضرائب بشكل مفاجئ.
تجتمع أوبيك، أو منظمة الدول المصدرة للنفط، خلال الأسبوع الجاري، وبطبيعة الحال فإن الاجتماع سيشهد التواجد الروسي، وذلك في ظل الحرب الروسية-الأوكرانية التي أثرت بشكل سلبي على كل العوامل الاقتصادية.
وطبقًا لتقرير سابق من بلومبيرج فإن المنظمة قد تناقش إمكانية تقليل الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا، وذلك نظرًا لانخفاض أسعار البترول وتقلّب السوق بشكل ملحوظ. يُذكر أن أسعار الطاقة قد ارتفعت بشكل غير مسبوق بعد بداية الحرب في فبراير، لكنها تناقصت تدريجيًا منذ ذلك الحين.