تنويه: تم نشر هذا المقال بطريقة بسيطة لرفع الوعي، ويحمل وجهات نظر من الكاتب. ولا يعتبر بأي شكل من الأشكال توصية شراء أو بيع. وإنما ننصح القارئ بطلب استشارة مفصلة من اقتصادي مختص.
تحدثنا في عشرات المرات السابقة حول الأزمات الاقتصادية التي يمر بها سوق الأسهم الأمريكي، والتي يمكن تلخيصها في السياسة النقدية المتشددة للفيدرالي الأمريكي، والتي تسببت في رفع أسعار الفائدة بنسبة كبيرة لمكافحة التضخم، وهو أمر لم يؤت ثماره بعد، حيث إن التضخم ما زال مرتفعًا.
وعادةً ما يأتي مع ارتفاع التضخم ضعف شديد في القدرة الشرائية، أو حتى عدم إقبال للشراء. لكن وعلى الرغم من ذلك، يركز المستثمرين أشد التركيز على تقسيم الأسهم، حيث إن هذه العملية في حد ذاتها جذابة في ظل ارتفاع الأسعار.
ببساطة، تقسيم السهم هو زيادة عدد الأسهم المعروضة بدون تغيير قيمة الشركة بأي شكل من الأشكال. وذلك حيث إن أسهم الشركة نفسها يتم تقسيمها بمعدل يتم تحديده مسبقًا. وعلى سبيل المثال، إن كانت هناك شركة ما قيمتها 2 مليون دولار أمريكي، ولها مليون سهم، فإن سعر السهم يكون 2 دولار أمريكي.
وعندما يتم تقسيم السهم، يصبح عدد الأسهم مليوني سهم، وكل سهم قيمته 1 دولار أمريكي. وهذا ببساطة يعني أنه وإن كان أحد الأشخاص يمتلك أسهم قيمتها 1000 دولار، فإن استثماره يظل عند 1000 دولار حتى بعد التقسيم، لأن القيمة لم تتغير.
ولكن ومن ناحية أخرى، تقسيم السهم هو أمر جاب جدًا للمستثمرين، حيث إن سعر شراء وامتلاك السهم يكون أقل بفارق ملحوظ، حتى ولو من ناحية سيكولوجية.
وبين الشركات التي قامت بتقسيم سهمها في العام الجاري نجد كلًا من تسلا TSLA وشوبيفاي SHOP، وفي هذا المقال نتحدث عن الاستثمار فيهما.
كان العام الجاري صعبًا على تسلا، مثلها مثل باقي الشركات، إلا أنها قد نجحت في تحقيق عوائد ممتازة في الربع الثاني من العام الجاري، وذلك مع ارتفاع شديد في الإيرادات وصل إلى 41.6% مقارنة بالعام الفائت، مع زيادة في الإيرادات للسهم EPS بنسبة وصلت إلى 56.6%.
وحاليًا، تعمل العملاقة الكهربائية على تقليل تكلفة بطاريات موديل Y للنصف، وذلك بالاعتماد على عملية تصنيع أقل تكلفة. كما أن الشركة تحاول أيضًا الزيادة من حجم خلايا البطاريات.
وبناءًا على ما سبق، الاستثمار في تسلا بعد تقسيم السهم هو خيار محبب لشريحة ضخمة من المستثمرين بدون شك، كما أن الشركة تسير في طريقها للنمو بشكل مستقر.
الأوضاع بالنسبة لشوبيفاي مختلفة، حيث إن شركة التجارة الإلكترونية قد شهدت نموًا في قيمة السهم بنسبة وصلت إلى 80%، وذلك نظرًا لأن مجال التجارة عمومًا هو مجال شديد التأثر بالتضخم المتزايد ومخاوف الركود المقبل.
ولكن حاليًا يستخدم شوبيفاي أكثر من 3.9 مليون تاجر حول العالم، ومن بينهم تاجر كبار وآخرون أصغر، كما أن الشركة تقدم خدمات Shopify Plus لهؤلاء العملاء إلى جانب دعم ما يزيد عن 8,000 برنامج خارجي من خلال منصتها.
وتمتلك حاليًا شوبيفاي ما يربو على الـ7 مليار دولار أمريكي من النقد السائل، مع ديون تقدر بـ1.2 مليار دولار أمريكي فقط، ولا ننسى استحواذها على شركة Deliverr بقيمة 2.1 مليون دولار أمريكي منذ فترة قصيرة.
وبشكل عام، الاستثمار في شوبيفاي SHOP أو تسلا TSLA هو قرار سليم، لكنه يحتاج لمستثمر صبور. ولا خوف من مجال مثل التجارة الإلكترونية، والذي لن يتوقف عن النمو في أي وقت قريب، وكذلك هو الحال بالنسبة للسيارات الكهربائية.