كانت الأشهر الأخيرة شديدة التأثير على سوق الأسهم الأمريكي، وهو أمر يتضح لنا أكثر وأكثر مع كل خبر أو تصريح جديد. وقد جاء شهر سبتمبر ليعطينا مزيدًا من الأرقام القياسية المحبطة.
كان أداء S&P 500 لشهر سبتمبر هو الأسوأ منذ عام 2002، وذلك حيث إن المستثمرين يجدون في ظل الأزمات الحالية عدد كبير من الأسباب لكي يبيعوا حيازاتهم. وأما مؤشر داو جونز الصناعي فقد هبط هو الآخر بمقدار 500 نقطة، أو 1.7%.
ومن ناحية أخرى، وبالحديث عن نقاط الانخفاض، فإن مؤشر S&P 500 قد انخفض بنسبة 1.5% في مقابل انخفاض بنفس النسبة تقريبًا لمؤشر ناسداك المركب.
وفي توضيح لما يحدث، صرّح نعيم أسلام، محلل الأسوق في آفا تريد، موضحًا أن ما يحدث هو نتيجة لأن المستثمرين يمتنعون عن التمسك بالأصول الأكثر خطورة، وبسبب شبح الركود الذي يخيم على الاقتصاد. إلى جانب ذلك فإن سياسة الفيدرالي الأمريكي المتشددة، والتي اعتمدتها بنوك أخرى مركزية، قد جعلت الأمور أصعب.
أعلنت وزارة التجارة الأمريكية يوم الجمعة الماضي أن “مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي” قد ارتفع بنسبة 0.6%، وذلك في حين أن هذا المؤشر هو واحد من أكثر المقاييس استخدامًا في السوق الأمريكي للتضخم.
وقد ظهر ذلك على ارتفاع عوائد الخزانة الأمريكية إلى 4.206% وهو رقم شديد الضخامة، وهذا يوضح لنا مرة أخرى كل الأسباب الكائنة وراء التدهور الاقتصادي الحالي، وهي التضخم الشديد ورفع أسعار الفائدة في السوق الأمريكي كمحاولة لاحتوائه.
