مرت الأشهر الأخيرة بصعوبة على العملات الرقمية، وهي التي فقدت ما وصل إلى 2 تريليون دولار أمريكي من قيمتها الإجمالية، وهو ما حدث بشكل طبيعي نظرًا للمصاعب الاقتصادية التي يواجهها العالم وخصوصًا السوق الأمريكي.
ويبدو أن ماستركارد MA تحاول أن تجعل الأمور أفضل لسوق العملات الرقمية، وذلك من خلال محاولتها تحسين المعاملات بين سوق العملات الرقمية من ناحية، والمصارف من ناحية أخرى.
وذلك حيث إن ماستركارد قد كشفت عن مشروع جديد باسم Crypto Source، وهو الذي سيتيح للمؤسسات المالية تقديم خدمات العملات الرقمية وتداولها للعملاء بشكل آمن.
وبكل بساطة، سيتيح هذا البرنامج للبنوك أن يصلوا إلى تحليلات معمقة للعملات الرقمية، إلى جانب إمكانية متابعة المعاملات الرقمية من ناحية، ومكافحة غسيل الأموال باستخدام العملات الرقمية من ناحية أخرى.
ومن ناحية العملاء أنفسهم فإنهم سيتمكنون من الحصول على بطاقات بنكية تخصم من أرصدتهم من العملات المشفرة، إلى جانب فتح حسابات بنكية مخصصة لذلك. ولكي تقوم العملاقة الأمريكية بجعل ذلك ممكنًا، سوف تتعاون مع Paxos Trust العاملة في مجال تداول العملات الرقمية.
وهنا نذكر أن Paxos Trust تأسست في 2012، وكانت أول شركة تحصل على تصريح لتداول العملات الرقمية في ولاية نيويورك. لكن لا شك في أن مجتمع متداولي ومستثمري العملات الرقمية لن يحبوا كثيرًا أن يستخدموا خدمات عملات رقمية مقدمة من طرف مؤسسات مالية! لأن هذا يخالف فكرة اللامركزية التي بنيت عليها العملات الرقمية.
قد يهمك: هل يستحق سهم ماستركارد MA الاستثمار بعد مستجدات الشركة الأخيرة؟
وتعود الأزمة في طريقة إدارة هذه العملية بأكملها لعوامل عديدة، كما ذكر محلل الأصول الرقمية فرانك كورفا، وهي أن هذه الشراكة الجديدة بالفعل ستسمح لمزيد من المستخدمين أن يتعرضوا لمجال العملات الرقمية، لكنها بدلًا من ذلك لن تعطي للعملاء ملكية حقيقية للعملات الرقمية، حيث إن ماستركارد غالبًا لن تعطي المفاتيح الخاصة Private Keys الخاصة بعملائها لهم، بل ستديرها بنفسها.
وهذه النقطة في حد ذاتها تشكل الخطر الأكبر لفكرة ماستركارد MA الجديدة، وهي التي قد تمنع المحترفين من التعامل معها تمامًا، لكنها بدلًا من ذلك قد تكون مناسبة للمبتدئين.