يعاني العالم من موجة تضخمية عاتية، والسوق الأمريكي ليس استثناءً من ذلك، حيث إن الأسعار قد ازدادت بنسبة تصل إلى 8.5% في يوليو الماضي مقارنةً بالعام السابق. أثر التزايد الكبير في معدلات التضخم والأسعار على المستهلكين العاديين من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه قد طال المستثمرون كذلك، لكن يبدو أن وارن بوفيت لديه نصائح هامة في هذا الصدد.
يعرف بوفيت بأنه واحد من أساطير الاستثمار، ويثق في آرائه ملايين المستثمرين حول العالم، ومن ناحيته فإنه يرى أن هناك أسهماً تستحق أن يشتريها المستثمرون، ويحتفظون بها في ظل التضخم الحالي، وذلك بناءً على عاملين أساسيين يعتمدهم بوفيت منذ عام 1981، ويرى أنهم يجعلان أي شركة قادرة على محاربة التضخم، وهما:
حسبما يرى وارن بوفيت، فإن الشركات التي تحتفظ بتلك القدرات هي القادرة على النجاة من التضخم، ومثال على ذلك في وقتنا الحالي هي شركة أميركان إكسبريس المصدرة لبطاقات الائتمان، حيث إنها تستطيع الاستمرار في الربحية حتى في ظل التضخم، وهو أمر مفهوم نظرًا لأنها تعتمد على الإقراض في الأساس.
حققت شركة أميركان إكسبريس (AXP) نموًا بمقدار 31% للإيرادات في النصف الأول من العام 2022 وذلك على الرغم من الأزمات المتتالية، ويعود ذلك لمرونتها في ظل ارتفاع الأسعار.
تعرف شركة المياه الغازية كوكا كولا بأنها نموذج كلاسيكي على الشركات المواجهة للتضخم، وذلك حيث إن زجاجة المياه الغازية تظل ضمن قدرات المرء الشرائية، سواء كان الاقتصاد منفرجًا أو محصورًا، كما أنها تعد مشروبًا رئيسيًا بالنسبة للملايين حول العالم.
يحتفظ بوفيت بأسهم كوكا كولا في محفظته الاستثمارية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وحاليًا تمتلك شركته الاستثمارية، بيركشاير، أسهم تصل قيمتها لأكثر من 25 مليار دولار من أسهم كوكا كولا.
أما عن آبل فإنها مستثمرة في النمو على الرغم من تضخم الأسعار، وذلك حيث إن الأمريكيين يفضلونها عن أي بديل حتى ولو كان أرخص وأعلى أداءًا، وإلى جانب ذلك فإن آبل قد صرحت رسميًا بأنها تمتلك أكثر من 1.65 مليار جهاز يعمل بالفعل حول العالم.
تشكل أسهم آبل حوالي 40% من محفظة وارن بوفيت الاستثمارية وذلك من حيث القيمة، ولعل هذا أمر طبيعي نظرًا لأنها سهم آبل هو واحد من أهم الأسهم المتداولة في السوق الأمريكي على الإطلاق.
