شهدت عملاقة التواصل الاجتماعي ميتا META، بعد أن تغير اسمها من فيسبوك، أسوأ نتائج مالية في تاريخها كله، والتي نتج عنها انهيار السهم بنسبة وصلت إلى 20%.
ولم تكن النتائج المالية الضعيفة هي السبب الوحيد في هذا الانهيار، بل أن المحللين يرون أن مستثمري ميتا بدأوا في فقدان الثقة في الشركة، خصوصًا بعدما أظهرت النتائج تضاؤلًا في المبيعات بنسبة 4% في حين انخفضت الأرباح بمقدار النصب تقريبًا.
وقد تسبب هذا الانخفاض الأخير، والذي لم يكن الأول خلال هذا العام، في جذب 78 مليار دولار أمريكي من قيمة الشركة السوقية. ولا يخفى علينا أن الأوضاع السيئة للشركة قد تزامنت مع رؤية زوكربيرج المستقبلية وثقته العمياء في مجالات الواقع الافتراضي وميتافيرس.
استمر الانخفاض على الرغم من أن مارك زوكربيرج قد أوضع منذ عدة أسابيع أن شركته سوف تصبح أكثر كفاءة وستقلل من عمليات التوظيف لتوفير النفقات.
ولكن هذا لم يمنع إيرادات الشركة وأرباحها من الانخفاض بشكل مدوّ، ولعل أحد الأسباب الرئيسية لذلك كان انخفاض نفقات الإعلانات، وهي مصدر ربح الشركة الرئيسي، وهو ما يعود إلى ضعف القدرة الشرائية إثر التضخم المتزايد.
يهمك:
○ ميتا META تتخذ خطوة جديدة تدفع الجميع للاستثمار فيها ومحلل يعلّق: “هذا فخ”
○ ميتا META تستمر في الانهيار حتى بعد أخبارها الإيجابية الأخيرة
وإلى جانب ذلك، مجال الميتافيرس المبني على الواقع الافتراضي والذي تراهن عليه الشركة بقوة قد حقق خسائر متنامية، وبالحديث عن ميتا حصرًا فإن العملاقة الأمريكية قد حققت خسائر بمقدار 3.7 مليار دولار أمريكي من هذا القطاع وحده.
وبالعودة للوراء قليلًا نتذكر أن ثقة المستثمرين في ميتا قد بدأت في الاهتزاز بداية من فبراير الماضي، عندما كشف الشركة عن خسارة عدد من المستخدمين النشطين لأول مرة، على عكس تحقيقها لزيادة في أعداد المستخدمين بشكل دوري خلال السنوات السابقة. يُذكر أنه وقبل الكشف عن نتائج الشركة المالية والتي أدت لخسارة 20% من قيمة السهم كانت الشركة قد خسرت 60% من قيمة سهمها بالفعل مقارنةً مع بداية العام الجاري.
يُذكر أن هذا كله لم يمنع ميتا في العموم من تحقيق أرباح ضخمة، حيث وصلت الأرباح للربع الثالث إلى 4.4 مليار دولار أمريكي، لكن يبدو أن هذا غير كافي بالنسبة للمستثمرين.